قد يكون الشاعر الكاتب الأمريكي الشهير إدغار آلان بو هو أول من كتب القصة البوليسية، لكن هذا لا يعني بأنه -أو غيره- اخترع العناصر البوليسية، ما يفعله كتاب هذا النوع من الأدب هو تجميع عناصر مشوقة وغامضة وذكية في إطار معين فينتج ما صار يسمى بالقصص البوليسية، لكن هذه العناصر موجودة في الآداب المكتوبة عبر القرون، والتي تحاكي ظروف وقصص بشرية طبيعية وحقيقية.
وقصص القرآن الكريم تحتوي على شتى العناصر، في هذا المقال البسيط نسلط الضوء على بعض ما يمكن تسميته بعناصر بوليسية
ما وجدته من القصص كان منحصراً في قصص نبيين اثنين وهما نبي الله يوسف ونبي الله موسى عليهما السلام
نبدأ بقصص سيدنا يوسف، والتي ذكرت في سورة يوسف:
- تزوير الأدلة: "وجائوا على قميصه بدمٍ كذبٍ" الآية 18، فعندما أقدم أخوة يوسف على القائه في البئر أرادوا التغطية على فعلتهم وقاموا باختراع قصةٍ كاذبة وجائوا بدليلٍ مزور ليصدقهم أبوهم
- كشف الحقيقة بدليل ملموس: لما حاصرت امرأة العزيز سيدنا يوسف في بيتها وأراد الهرب وإذ بالسيد يدخل، فقامت المرأة بمحاولة تبرأة نفسها بإلقاء التهمة على النبي يوسف، ولكن جائت برائته عبر تقفي دليلٍ ملموس، وطبعاً هذا عنصرٌ بوليسي يكثر في القصص البوليسية، حيث يحاول المحقق معرفة ما حصل في غيابه عبر تقفي بعض الآثار المتروكة في مسرح الجريمة، من آثار أقدام و بصمات وقطع قماش عالقة في السياج مثلاً
أما قصص نبي الله موسى فقصتان أيضاً فيهما عنصر بوليسي:
- تتبع الأثر : لما وضعت أم النبي موسى ابنها الرضيع في النهر بوحي من الله، قالت لأخته بأن تتبع أثره "وقالت لأخته قصيه" الآية 11 من سورة القصص، والقص تتبع الأثر، أي أنها لم تره يمشي في النهر، وإنما تتبعت أثر حركة التابوت في النهر، ربما من آثار بعض العشب على الضفة، أو من سؤال الناس إن رأوا تابوتاً ومن أي طريقٍ سلك، و تتبع الأثر شائعٌ جداً في القصص البوليسية، أذكر مثالاً عنه وهو تتبع شيرلوك هولمز للمركب "أرورا" في رواية علامة الأربعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق