فيلم "سكاكين مُشهرة", للكاتب والمخرج ريان جونسون والذي صدر في عام 2019 . هذا الفيلم الرائع أذهل الجميع بقدر عالي من القيم الأساسية للإنتاج ، وقد قدّم المخرج قدراً عظيماً من الإبداع في تجسيد لغز فخم عرض من خلاله جوانب متعددة ؛ اجتماعية وأخلاقية ، وأهم من ذلك هي طريقة الكشف عن جميع ملابساتها بطريقة صحيحة و بتسلسل مثير للفصول , مع سيناريو مفعم بالحيوية ونابض بالحياة ، وعملية سرد مُعدّة بشكل أنيق.
تضمن الفيلم مجموعة متكاملة من عناصر القصة ؛ من الزمان والمكان والحدث والحبكة والأشخاص والمشكلة والحل ، مما يضمن أن هذه اللعبة تصعد من مستوى الغموض إلى مستوى التشويق.
أما بالنسبة لموقع الحدث عتيق الطراز ، وهو بيت صيفي كبير تنظر إليه وكأنك تنظر إلى زجاجة عطرٍ قديمة جداً.
كان ملاحظاً أيضاً أن التصميم امتاز بإعداد عالي الدقة ومزين بتماثيل منحوتة ومصقولة ، رؤوس منحوتة ودمى مصنوعة من الرخام أو الخشب ، حتى ورق الجدران تم وضعه ليتناسب مع التصميم بشكل مثالي ، ومع الأصوات القديمة للأثاث وصوت السلالم. كذلك فإن التصوير السينمائي يبعث على الإعجاب وكأنه قد تم تصويره عام 1960 ؛ كأن يكون مستوى الإضاءة خافتاً أو أن يتم إشعال الشموع ليلاً ، وضوء النهار يتدفق عبر النوافذ ، جميع ذلك كان يبدو رائعاً.
كان من الواضح أنهم حاولوا الإبقاء على روح الدعابة الظرفية في الحوار كما أنه كان بسيطاً ، وكأنهم يقومون بكتابة رسالة رمزية للمشاهد تقول: "انتبه! أو ستفقد فرصة الضحك أثناء إعادة التفكير في الضحك".
قام السيد ريان جونسون -بكل سرور- بالكشف عن جوانب عدة ؛ ومن ذلك أمور تعدد الطبقات واختلافها -كاختلاف السكان المحليين عن غيرهم - مع ذلك فإنه لم يتم التركيز عليها كما الأمور الأخرى والتي كانت أكثر أهمية لذكرها كما هو مخطط لموضوع الحبكة الأساسية.
الجملة الرئيسية التي ظهرت في البداية "يمكن للأدلة أن تحكي قصة كاذبة ، ويمكن للجميع أن يكذبوا" وكأنها رسالة تقول بين حروفها :"لا تصدق دائماً ما تراه بعينيك وما تسمعه بأذنيك" ، بذلك يأتي دور المخرج بوضع طريقة استثنائية ليتم التمييز بين الحقيقة والكذب.
بالعودة إلى بداية الفيلم حيث تبدأ القصة بكاتب ثري يبلغ من العمر 85 عاماً ، أصبحت عائلته -المنتقاة - غريبة الأطوار ومجزّأة بشكل واضح ، ولكنه يعتقد أنه يستطيع جمع شملهم في يوم ميلاده. وبعد أن تجمعت العائلة بأكملها في قصره للإحتفال يتم العثور عليه ميتاً في صباح اليوم التالي. تتدخل الشرطة ويبدأ التحقيق ويتضح للمشاهد العديد من أسرار العائلة والتي خصّها المخرج بالمُشاهد فقط ليكون على علم بصحة ما يقولونه مقارنة بالحقيقة.
ومن ثم يأتي ذكر المحقق الذي قام أحد ما باستدعائه ، والذي ظهر عليه جلياً طريقته المرحة في الكلام بتلك اللهجة الجنوبية الثقيلة والتي أبدع بها ولاقت استحساناً كبيراً ، يقوم كعادة أي محقق بقراءة الجو العام والاستماع إلى كلام المشتبه بهم جميعاً وبذلك تبدأ تفاصيل القضية بالتكشف.
من الجدير بالذكر هنا أن الطريقة مستوحاة من عدد كبير من روايات الكاتبة أجاثا كريستي وظهر أيضاً قدرة الكاتب والمخرج ريان جونسون على تنظيم لغز الجريمة وترتيب الأحداث والأدلة وبتلميحاته البسيطة الدالة على اقتباسات محورية ؛ كطريقة الجلوس واستعمال كلمات وأسماء من روايات بوليسية عالمية.
يبدو أن اختيار الممثلين كان موفقاً جداً حيث قام كل واحد منهم بتقمص الشخصية التي أدى دورها ، إضافة إلى ذلك فإن الحوار كان مليئاً بكمية مدهشة من الفكاهة الضمنية غير المتوقعة.
يبدو أن اختيار الممثلين كان موفقاً جداً حيث قام كل واحد منهم بتقمص الشخصية التي أدى دورها ، إضافة إلى ذلك فإن الحوار كان مليئاً بكمية مدهشة من الفكاهة الضمنية غير المتوقعة.
نجح المخرج ريان جونسون في جعل المُشاهد يشارك في التفكير في الحل ، ونجح في لفت انتباه الجمهور وصنع جو جديد لجريمة مثيرة للغاية. تُوّجت بعنوان مثير للاهتمام "knives Out" ؛ سكاكين مُشهَرة.